8: لربما هي محنة عن الحب

لم أكن أنوي أن أغادر ليبو بعدما قمت بتدمير المعبد , فعلي الرغم من بغضي لهذا التجسد لموشي في هذه الحياة إلا أنني لن أتخلي عنه .
في نفس الوقت لم يكن شيوخ ليبو علي دراية بما يجب أن يفعلوه بي , و في تلك الليلة فقدوا الكثير من شعر رؤوسم من التوتر .
في النهاية كان موشي من اقترح " ضعوها خاف مسكني , ساراقبها بنفسي ."
ثار الحشد و أخذوا يتململوا و لكني كنت أول من يومأ رأسه موافقة .
إن ليبو لصرح ديني مشهور في هذا العالم و لا بد و أن بيت الموقر ليس بهذا السوء.
حين وصلت إلي مكان سجني كدت أن ابكي علي الملأ .
لقد كانت حديقة خوخ هادئة تفتحت فيها الزهور الحمراء ,  و علي الرغم من أن الشتاء لم ياتي بعد إلا أن هناك طبقة من الثلج تغطي الحديقة , علي ما يبدو أن كل شئ قد صُنع بواسطة السحر .
" هذه ...هذه الزهور ."
"إنها من القلائل التي أحبها في الحياة ."
حينها اغرورقت عيناي , موشي , موشي , علي الرغم من أنك قد شربت حساء الجدة مينج إلا أنك تتذكر هذه الرائحة و هذا الثلج ؟
سرت متجهة داخل التعويذة و بدون ان ينطق ببنت شفة تركني الموقر.
حينها تذكرت كلمات الراهب العاف حينما قال لي " سيمر عليك محنة عظيمة "
محنة حب حجر ...
مرت الأيام بسرعة و أنا أشعر بالضجر , أردت أن اخبر موشي أن يجلب لي بعض الكتب لكنني لم أره طيلة هذه الايام , لا كنت ارسم الدوائر علي الارض بينما أنادي اسه لكنه لم يأتي و حين توقفت عن هذا الأمر بدأت أتعلم كيفية صنع الشاي من الثلج الذائب و علي الرغم من أننني لم امتلك اوراق شاي إلا أنني استخدمت الزهور و سيقانها لصنع النيران .
حينها جاء موشي .
حينها جاء مسرعاً و قال " أتطبخين زهور الخوخ ؟ "
" ألا تظن أنه نشاط محبب , حضرة الموقر ؟ "
حينها قال " أحرق القيثارة و طبخ الكركي أمر محبب بالنسبة لك ؟ "

* مثل صيني معناه تدمير الأشياء المقدسة.

"حسناً ," حينها بدأت الحديث بجدية " علينا أولا أن نري إن كان خشب القيثارة جيداً فإن احترق برزت منه رائحة اللحم المشوي و و يجب ألا يكون الطائر كبيراً في السن ."
"غير مسموح لك بلمس زهوري ." قالها بعدما هدئ.

"لا , لا يمكنك منعي " قلتها و أردفت " غن ما قتل زهوركهو الملل , فلو لم اضجر فما عنيت بزهورك فقد أخذت اصرخ في جدران الحاجز لايام دون ان تعبأ لي بالاً ."
"إذاً ماذا تريدين ؟ "
"كتب , و الاحدث منهم ما أريد بالإضافة لاوراق الشاي و بذور البطيخ ."
طنحن لا نخدم الناس في ليبو ." قالها بينما هو ينصرف .
"يبدو أنك لم تنمهم بسهولة و لكنني أظن أن هذه الاشجار قد تكفيني لعدة ايام ."
حينها توقف الخيال المغادر قبل أن يكمل المسير .
عندما استيقظت في الصباح التالي وجدت جبلاً من الكتب أمامي .
موشي , موشي , إنك لصعب المراس حقاً في هذه الحياة .

و أخذت الايام تمر .

في احد الايام كنت في مزاج جيد للسير اسفل ظلال الشجر و في خضم بحر الزهور لتعود لي الذكريات حينما كنت انتظر في المنزل إلي أن يأتي موشي من المدرسة و يناديني باسمي "سانشينج "
اخذت اسير و اتوقف و أسير و اتوقف و أنا أتخيله يتابعني بخطواته و أن التفت و أجده خلفي ...و وجدته خلفي .
سرت نحوه فاردةً ذراعي لأحتضنه لكنه تنحي جانباً و عوضاً عن احتضاني للهواء إلا انني احتضنت جسداً قصيراً .
لقد كان شانجان واحد من تلاميذ ليبو . الفتي الذي أخبرت هويا ألا يضربه . لقد كان يرتعش خوفاً متخيلاً انني سأستخدمه ينه لتغذية اليانج .
نظرت للفتي متحيرة لكنه لم يجبني فنظرت لموشي الذي قال له " عليك أن تكفر عن اخطاءك هنا ." و من ثم غادر.
حينما رآه يغادر انقض علي قدمي الموقر في دموعه و لعابه و هو يصرخ و يعوي " ايها الموقر ! أيها الموقر! أرجوك لا تدعني أموت هنا !"
أخذت أجفف حبيبات العرق من علي وجهي , ما الذي فعلته ليخشاني هكذا ؟ الم اجعل هويا يعفو عنه تلك المرة ؟ ذلك الفتي ناكر الجيمل .
لوح موشي بيده قائلاً "شهر من التكفير عن النفس لهو كاف لما فعلت بعدما قاتلت زميلك إلي أن كدت أن تقتله . توقف عن البكاء ."
اخذت ارمش فجاة , يبدو أن موشي قد أدرك حسن نيتي لهذا ترك الفتي عندي لكي يخفيه مني .

هيه ؟ لقد كدت ابكي من مصيبتي !
حينها عدل الموقر ثيابها و غادر فالتفت ناحيه الفتي بابتسامة رقيقة قائلة "لنتحدث !"
و بعد مضي يوم من المحاولة و الخداع تمكنت من معرفة سبب عقابه .
عندما قمت بتحرير هويا عزم علي تدمير ليبو لذا تم استداع قادة الطوائف المختلفة في وليمة كبيرة و بينما هم يعدون لها قم شانغوا بالاكل من طعام الوليمة الذي هو ممنوع علي التلاميذ لهذا تشاجر معه شانجان و حصل ما حصل.
و قد كان دفاعاً عن النفس ....
بعد فترة قد مرت و هو يبكي نظر نحوي و الابتسامة التي تعلو شفتاي و قال " أنت لطيفة نحوي ..لأنك تريدين استغلال حيويتي ؟!"
أخذت شفتاي ترتعشان , فقط أود ان أعرف أي نوع من الأكاذيب يحشرها في عقله معلمه " بالطبع , و لكنني أريد ان أستنذف الموقر أولاً , استنذفه حتي الموت ."
"حضرة , حضرة الموقر !"
حينها وضعت يدي علي قلبي و قلت ط بالطبع يا فتي , انت فتي حسن الطلعة و لكن الموقر قد سرق فكري منذ زمن , وجهه الذي أراه أول شئ حينما اصحو , و صوته الذي اسمعه اخر شئ حينما انام , دائماً ما افتقده و حينما لا تتسني لي الفرصة لرؤيته أجن ,و حينما أراه تثور حمم قلبي , فقط السماء من يعلم مُنذ متي و قلبي ملكه , أني لأعشقه حقاً و اود و لو اخبره بذلك , اخبره كيف ..."
"حضرة الموقر ." و أشار شانجان خلفي .
نظرت خلفي فرأيت ظلاً في ثياب بيضاء ترفرف أسفل الشجر حاملة معها الثلج الرقيق طافياً في الهواء ,و قد غادر بدون أن أتبينه .
و حينها كان قد اختفي .
" أكان الموقر حقاً ؟ الموقر زونجهوا ؟! "
أومأ شانجا قائلاً ط أجل و حينما غادر كان لون وجهه أحمراً ."
توترت " موشي , موشي , كيف صرت عديم النفع هكذا ؟ جل ما فعلته هو أن أعترفت بمشاعري .."
علي الرغم من أن الليالي كانت باردة إلا أنني روح حجر من وانجتشوان و ليالي البشر هينة بالنسبة لي علي نقيض شانجان لهذا حملته إلي الكوخ و اشعلت له النيران و قضيت ليلتي في الخارج .
لما قضيتها في الخارج ؟ بالطبع لأن إن رآني الفتي فلن يخلد للنوم .
ففي النهاية أنا روح طيبة .
في الصباح وجدت شانجان حاملاً قطعة من الصوف فوقي , اندهشت للأمر و فزع الصبي مني فهرول متعثراً علي الرغم من اعتدالي لمساعدته .
لقد كانت يدي معلقة في الهواء و أوردتي علي وشك الانفجار حينما اظهر رأسه قائلاً " حسناً ...إن الجو بارد ..يمكنك النوم بالداخل اليوم ..."
حدقت فيه لفترة و بعدها قلت له " اسمي هو سانشينج ."
جفل للحظة و بخجل قال "سان....سانشينج."
مسرورة توجهت للداخل لاقرأ كتابي الذي احضره موشي و قد كنت في المزاج الملائم له , لقد كانت رواية عاطفية عن مرآة تحطمت و من ثم تلاقت أجزاءها مجدداً .
تجاهلت شانجان الذي لم يجرؤ علي إزعاجي بدوره و مر اليوم في سلام .....عدا عن وليمة الليلة التي سيجتمع فيها قادة الطوائف بسبب ثورة هويا الشيطان الذئب .
حينما جاء المساء كنت قد انتهيت من قراءة روايتي و نظرت نحو ليبو لأجده سابحاً في الضوء .
لقد كان منظراً خلاباً .
إن قدرة موشي علي صنع الحواجز قوية مما لم يجعل لي حفر قد أهرب منها لذا كانت هوايتي عدا عن إغراء موشي هي التنصت و لذا حينما لم أجد أحداً اغتسلت و استعددت للذهاب إلي الفراش .
حينها رأيت خيالين قرابة الباب الخلفي و حينما أخذت نظرة متفحصة , مهلاً أليس هذا موشي و تلك الراهبة المدعوة بـ"المعلمة الكبري "؟!
في هذه اللحظة رأيتها تجذب موشي من كمه بشعور من العجلة علي وجهها و بينما كان وجهه مخفياً في الظلام لم استطع تبين تعابيره .
لقد كانوا يجعلون عقلي يفيض بالتكهنات ......
في قرارى نفسي عضضت شفتي و كورت يدي .
ما الذي تنويان فعله كلاكما ؟




ليست هناك تعليقات