9: اكنا نعرف بعضنا سابقاً

سانشيج , الخلود علي ضفاف نهر النسيان .


الفصل التاسع 


أكنا نعرف بعضنا سابقاً ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ









أخذت انصت إلي محادثتهم في جنح الليل بينما انا جالسة القرفصاء خلف شجرة الخوخ .
"أيها الاخ الأكبر " أخذت تقول الراهبة و العجلة بادية علي وجهها " إن الشيطان الئب ينوي غزو ليبو فلما تبقي علي الشيطانة مجهولة الأصل علي قيد الحياة ؟ ألا يجب قتلها ؟ "
تنهدت , لقد قلت هذا ألف مرة , أجل حقيقتي غامضة , و لكنني لست وحشاً ! لقد حطمت معبدك هذا و لا زلت تحسبونني وحشاً ؟ أي غباء هذا ! أه من غباء البشر !
لقد لاحظت شيئاً من زونجهوا حينما وافقه الحديث "حسناً سنبحث في الأمر لاحقاً " لقد صوته متحشرجاً ضعيفاً , ز كأنه شرب الكثير من الخمر .
لقد كان مخموراً .
و لكن الراهبة لم تستلم " أيها الاخ الاكبر , لا تقلي انك تكترث لأمر الشيطانة لهدوءها المخادع ."
حينها ثارت ثائرة موشي بعدما ابعدها عن طريقه قائلاً " أي عبث هذا الذي تقولينه ؟"
"فلنأمل أن ما أقوله محض تُرهات ."ثم أردفت ببرود قائلة " أيها الأخ الأكبر أرجوك ألا تنسي أن بسبب طيبة قلب المعلمة حدث فاجعة ليبو مُنذ عشرين عاماً حينما قبلت بالعفو عن هويا . إن كينجلينج تأمل أن تستعيد رشدك و ألا تسير علي خطى المعلمة ."
بعد مدة من الزمن لوح لها زونجهوا قائلاً " فلتعودي من حيث جئت ."


* الراهبة تُدعي كينجلينج و هي تُشير إلي نفسها بصيغة الغائب .


حينها زممت شفتاي , مما قالته الرهبة فهويا هو ممن يردون المعروف  بالسوء .
و لكن من معرفتي به فهو ليس من هذا النوع .
إن القصة التي حدثت مُنذ عشرين عاماً لها أحداث لم تُقل علي الملئ .
بعدما غادرت الراهبة وقف زونجهوا متمايلاً علي الحائط في الظلام قليلاً و من ثم أخذ يمشي الهوينة نحو حجرة نومه .
حينها تنهدت مرتاحة .
فيما مضي كنت أنا من يساعد صغيري موشي حينما يسير و يتعثر و لكن الأن بعدما صار العظيم ذا الهيبة زونجهوا أصبح لا يجد له من معين يساعده حينما يشرب حتي الثمالة .
علي ما يبدو أن حالته اسوء من شانجان الذي يغط في النوم في حجرتي .
"من هناك ؟ " بعنف نظر للخالف صارخاً .
اخذت أطرف برموشي كثيراً حينها , أن يكون قادراً علي سماع تنهداتي في حالة السكر تلك هو دليل علي أنه يمضي حياته يوماً بعد يوم في ضجر .
و حين لم يأته الرد عزم علي القدوم , و حينما أدركت ألا مفر من الأمر اضطررت إلي تحيته بابتسامة مشرقة " عجباً ! مساءك سعيد ! "
حينما رآني عُقد حاجباه و من ثم التفت و اخذ يسير بسرعة بخطوات ثابتة و كأنه لم يكن ثملاً .
للحظة تجمدت , لقد كنت غاضبة جداً , آنا كيان شرير لدرجة أن تهرب مني هكذا ؟
"توقف! " صرخت فيه .
تختبئ مني ؟ آرني كيف ستختبئ مني الان ؟
اسرعت حينها نحو و ايقظت شانان من نومه ليقوم فزعاً " ايمكنك ان تسديني خدمة ؟ "
حينها فقط  نظر نحو , في دهشة و خوف اخذ يصرخ و يخبئ جسده مني .
حينها جذبته من ياقته إلي مكان قريب من حجرة موشي و من ثثم قمت بالتربيت عليه و قلت " ابك , ابك بكل ما أوتيت من قوة ."
حدق فيني الفتي في دهشة .
" علي الرغم من كون يانجك صغير ( @.@ ) و أن قلبي ملك للموقر إلا أنه لا يمكنني مقاومة رغباتي أمام فتي وسيم مثلك ! فألا يمكنك ان تسعد بي اليوم ؟ "
حينها كان شانجان خائفاً جداً كما لو انه ضرب بالصاعقة .
"لا ! انقذني ! انقذني حضرة الموقر "
لقد اخذ يصرخ و يبكي إلي أن جاء الموقر .
حينها ركلت مؤخرة الفتي و قلت " حسناً بما أن موقرك قد جاء فسأدعك ترحل ."
أخذ شانجان ينظر في وجههي و الموقر إلي أن تركنا .
أخذت انظر إلي زونجهوا بابتسامة متحذلقة بينما هو يفرك جبهته و من ثم تنهد قائلاً " ما الخطب ؟ "
"لا شئ "
حينها زادت أوردة يده زرقة و من ثم التفت ليغادر .
قبل أن يغادر حقل القوة قمت بالاسراع إليه لامسك به , لربما بسبب ثمالته كانت رد فعله بطيئة " لماذا تتهرب مني ؟ "
"و لما علي ذلك " قال زونجهوا " أنت سجينة ليبو .."
"بالتحديد , أنا السجينة هنا لذا يجب أن يكون الهارب فينا هو أنا لكن لماذا تقوم بتجنبي ؟ آنا قبيحة ذا شعر ينمو علي وجهي كله ؟ أم رؤيتي تجعلك تتقيأ و تصاب بالإسهال ؟ أم أنني سأقتلك .."
حينها و قبل ان انهي كلامي التفت نحوي و نظر ناحيتي نظرة واثقة محاولاً إثبات وجهة نظره .
و لكنني لم أكن بالبساطة التي يخالها هو .
في ذلك البؤبؤ رايت سماءً صافية و اشجار خوخ يغطيهم الثلج و بينهم أقف أنا ...رأيت تلك الصورة مطبوعة فيهما .
حينها اتسعت ابتسامتي .
"بهذه الأشجار الصماء و الثلج ناصع البياض  و أنت ,أكون راضية "
" بهذه الأشجار الصماء و الثلج ناصع البياض و أنت , أكون راضي .هي كلمات قالها لي موشي في حياته السابقة .
لقد اجفل موشي بحق , نظر لي بحيرة و تعجب و من ثم دفعني ليقع في الثلج .
لقد بدا فزعاً .
أردت مساعدته و لكنه منعني .
"مو...زونجهوا ."
"أكنا نعرف بعضنا سابقاً ؟"
كيف يمكنني الإجابة عن هذا السؤال ؟! أجل لقد كنا نعرف بعضنا , أين ؟ في العالم السفلي , علي ضفاف  نهر الوانجتشوان,......إن قلت هذا فلسوف يحسبنها مزحة .
حككت رأسي و قلت " حسناً إن ظننتني مألوفة فلابد و أنه القدر ! أجل القدر !"
"قدر ؟ " ثم ضحك ساخراً " كيف لهذا العالم أن يضم كل هذه الأقدار ..؟"
سماعه يقول ما يشعرك أنه رآي كل ما في جعبة العالم جعلني امتعض قائلةً "و لما لا ؟ لقاءنا هنا لهو قدر , و حديثنا سوية لهو قدر أيضاً ."
و لصخرة مثلي أن تأتي لعالم الفانين لإغراءك فهو أكبر الأقدار .و لكنني ابتعلت هذه الكلمات مانعة فاهي من نطقها .
لقد جلس في الثلج لفترة تحت ضئ القمر و من ثم تمتم بضع كلمتين بعدما حدق فيني لفترة " قدر ملعون ."
اومأت في قرارة نفسي , إن الاقدار الملعونة لهي أقدار أيضاً بل و هي تدوم أكثر من اي قدر أخر . لكن و بعد ان فكرت ملياً رأيت أنه لا يجب علي أن ابتسم , فمن طريقة كلامه يجب أن أحتقر ما قال .
لكن هذه الوضعية , مناسبة حقاً لمهاجمته عليه ! 
"أ ...أ..أنت مثير للأعصاب ."
من ثم التفت هامة بالرحيل في عصبية و حين اقتربت منه صرخت "مااا! إن الارض زلقة هنا !"
حينها اتخذت ما حسبته وضعية لائقة بسيدة خجول لاقع في صدر الفارس المغوار .
و لكن ما لم يخطر لي أنني سأقع مثل زونجهوا بعيداً كل البعض عن الرقة ليتناطح رأسنا , للأسف لم تتلامس شفاهنا .
لكن شفتي قبلتا رأسه .
لم اسمع غير صوت الرجل أسفلي يتأوه و من بعدها بات كل شئ صامتاً .
حينما قمت من عليه كان زونجهوا ملقى علي الارض بعينين مغلقتين و جرحين يسيلان من الدماء خطين تركتهما اسناني علي جبهته.
"ممم.."بامتعاض لامست يدي وجنته "يا هذا " و أخذت افيقه , لقد خشيت أن اكون قد ارسلته إلي يانجوانج مباشرة , و إن كان هذا قد حدث فهو لم يكن قد اكمل محنته بعض و لهذا كانت ستحدث مشكلة كبيرة .
"زونجهوا ! زونجهوا ! الامر ليس بهذا السوء ؟ " إنك الموقر زونجهوا ...إن تسرب الامر أنك قد فقدت الوعي بسبب شخص مثلي فلسوف ييكون الامر مُخزياً .طموشي , لا تعرضني للمشاكل , ستلعني السماء حقاً إن كنت قد قتلت الهً في محنته , موشي .."
لقد أخذت ابكي و الدموع تفيض من عيناي إلي اللحظة التي بدا فيها أنه قد استفاق , حينها أخذت أدعو بصلوات إلي يانجوانج مراراً .
"معلمي ..." بضعف قالها و هو يحدق فيني .
"معلمي ." قالها موشي " لماذا ..."
لقد جمدت في مكاني , فقط الان تمكنت من تميز رائحة الكحول في أنفاسه , لابد و أنه قد بلغ رأسه .
لقد كان يتحدث بصوت خافض مما جعلني أميل نحوه لكي اسمعه " لما بتي تُكني مثل هذه المشاعر لهويا ؟"
كلماته قد ارسلت افكاري في دوامة أبدية .
  دعنا لا نناقش مشاعر معلم موشي حالياً , فقدكنت مهتمة اكثر بجنس معلمه ذكر كان أو أنثي .
"أكان معلمك ذكر أم أنثي ؟ أوقع في الحب مع هويا ؟ ألهذا أحتجز هويا في المعبد ؟ و أين معلمك الأن ؟ "
أخذت انظر نحوه متأملة أن يجيبني .
لكن رأسه قد سقط غلي جانبه , غافياً .
و قبضتاي تكورت .
شعور الفضول الذي قُتِل كان يدفعني إلي نكز جراح جبهته لكن مشهد وجهه المسالم منعني عن لك , فما بدا لي من الامر إلا أن مزقت تنورتي لاضمد جراحه .
تململت لفترة غلي أن سحبته اسفل ظل شجرة و وضعت رأسه علي ساقي بينما اتكأت علي جذعها , وضعت يديه في يدي و قبلة علي شفتيه و هنئت حينها بأفضل نوم حظيت به مُنذ فترة .
حينما استيقظت في الصباح رأيت زوج من العيون الهادئة يحدق فيني " صباح الخير يا حضرة الموقر !ألا زلت هنا ؟! "
أغلق زونجهوا عيناه و تنفس نفساً عميقاً محاولاً أن يهدأ ثم قال " فكِ وثاقِ ."
ضحكت بغرابة و من ثم فككت الحبل الذي ربط به عنقه بساقي و قلت ببراءة " لا يمكنك لومي فقد خشيت أن تهرب بعدما تستيقظ ."
و من دون ان ينتظرني أن انتهي من فك وثاقه فإذ به ينهض غاضباً .
باعدت بين يداي في حسرة و قلت "لقد ادركت أنك سترحل لحظة استيقاظك و أنك ستنكر حقيقة اننا امضينا الليلة سوياً لهذا وضعت أكثر من تعويذة علي الحبل لمنعك من إنكار الأمر , فطبقاً لقوانين البشر , عليك أن تتحمل مسؤولية أفعالك , مو...زونجهوا ."
مع كل حرف و كل كلمة أخ وجهه يكفهر و حينما انتهيت من حديثي كان يوجد علي وجهه طيف خافت من الحمرة " قلـ...قل..قليلة ."
لم يتمكن من إنهاء جملة بعد أن تعثر في كلمة لفترة طويلة لذا ساعدته بتنهيدة مني " قليلة الحياء "ان أكون قادرة علي جعل الموقر متبلد الوجه غاضباً هكذا لهو غنجاز يستحق الاحتفال " زونجهوا , سواء كنت قليلة الحياء أم لا , عليك الان أن تتزوجني ."
نظر نحوي للحظات و من ثم قال " حتي و غن كنت ثملاً فأنا أتذكر كل شئ , كيف لنا و نحن لسنا من نفس الفصيل أن نقوم بمثل ما تقولين ؟"
حينها سألته بفضول يغلبني " إذاً أكان معلمك و هويا من نفس الفصيل ؟"
اخذ وجه الموقر حينها في التجمد لينصرف بعدها و الغضب بادي علي وجهه و لكنني حجر عنيد فكيف لي أن ادعه يرحل ببساطة "مهلاً ! ماذا عن معلمك و هويا ؟ ما الذي كان يجري بينهما ؟ معلمك .."
موجه من السخط لامست أذني ضاربة بالثلج من خلفي لترسله محلقاً في الهواء .
لقد ثبت في مكاني علي وقع هذا الأمر .
" أمسكِ لسانك ." ببرود القاء كلماته قبل الرحيل .
لم يسبق لي و أن رأيت مثل هذه النظرات علي وجهه نحوي , حتي حينما هاجمني بكرات النار في العالم السفلي .
لقد كان الأمر شبيهاً بالوقت الذي اقتحم فيه لصان بيتنا و تعرضوا لي , هذا هو الوجه المكفهر الذي قابلهم به موشي .
يبدو أن كره زونجهوا لهويا ليس بالكره و المضاداه الجسدية فحسب , بل هي غيرة و كره عاطفي , يبدو أنه يهتم بمعلمه كثيراً .
يبدو أن شاعره تجاه معلمه تفوق المعتاد ....بل أنها ليست عادية .
حينها بت أكثر فضولاً لمعرفة إن كان معلمه ذكراً  أم أنثي .




ليست هناك تعليقات