سلطعون هيتاجي الفصل الثالث-غير مكتمل

 

003


مغلقاً الباب خلفي و انا اخرج من الحجرة , فما هي الا خطوة أخطوها حتي جاءني الصوت .

"عما كنتما تتحدثان , أنت و هانيكاوا ؟"

فالتفت لأراها .

لم يسعني التعرف عليها من الصوت لوحده , فقد كان غريباً و في نفس الوقت مألوفاً بعض الشئ_ أجل!! ذلك الصوت الشاحب الذي عهدته أذني قائلاً "لا أعرف "كلما سألها أحد الأساتذة شيئاًـــــــ

"لا تتحرك"

و بالجملة الثانية أدركت أنني أتعامل مع سنغوجاهارا ,و بالمثل أدركت أنه في لحظة التفافي قد قامت سينغوجاهارا و كأنما تستهدف فتحة دقيقة بوضع نصل سكين قاطع الورق الممتد في تجويف فمي .

نصل سكين قاطع ورق !!
متكئاً علي جانب فمي الأيسر !

"..كك!"

"مهلاً !كان من المفترض أن  "يمكنك الحراك و لكن احذر""

نكان النصل البارد يداعب لحم وجنتي من الداخل و لغرابة الأمر لا بعنف أو بلين _ بل بمقدار مناسب من الضغط عليها .

جل ما بوسعي هو أن أقف هناك صاغر الفاه كالأبله بلا أي حراك منصاع لأوامر سينغوجاهارا!

مخيفة, فكرت لنفسي.

ليس نصل قاطع الورق !

هيتاجي سينغوجاهارا , من أمكنها أن تحدق فيني بعينين باردتين هكذا بلا أي تردد—لقد كان موضعاً مخيفاً.

لقد كانت –

لقد كانت ذات عينين مخيفتين !

لقد تأكدت!

نظرات كتلك اقنعتني أن النصل القابع قبالة وجنتي بداخل فمي لا هو ثلم من كثرة الأستخدام او هو الطرف غير الحاد فيه !

"فضول المرء كالصرصور! تحوم حول أسرار يريدها أصحابها مدفونة ,مثير للحنقة ! تحاول حشرة تافهة مثلك أن تثير أعصابي "

"مـ-مهلاً..!"

"ما الأمر ؟ أيشعر هذا الجزء من فمك بالوحدة ؟ لم لم تقل هذا منُذ البداية ؟"

عوضاً عن يدها اليمني التي كنت مشغولة بالنصل بفمي , امتدت يدها الأخري بسرعة شديدة حسبت ما كان قادماً ناحيتي صفعة فتنبهت لها و الصفعة تميل علي وجنتي و لكن الخطاً كان نصيب تخميني .

في يد سينغوجاهارا و كانت هناك دباسة أوراق !

بدون أن أعي ما يحدث , كانت قد وضعتها بفمي _ليست كلها للأسف و هذا ما كنت أفضل بل كانت قد أدلفت منها ما يكفي لتكون وجنتي اليمني بين فكي الدباسة .

و من ثم بلطف- ضغطت.

و كأنها تكبس علي أوراق !

" كـ...كك"!

لقد كان الجزء الأضخم التي به الدبابيس ما كان بفمي , لقد صار فمي مسرحاً لما به من أدوات , في البداية حينما كان قاطع الأوراق بفمي له أريحية الحركة , حينها كان يمكنني أن أحاول أتكلم و لربما أتفوه ببعض الكلمات و لكن الأن بوجود الدباسة فباتت هذه أفكار لا يسعني حتي التفكير فيها .

أن تضع قاطعة أوراق حتي تتمكن من فتح فمي لأخره حتي تتمكن بعدها من وضع دباسة الأوراق فيه – لقد كانت خطة جهنمية تم تنفيذها بدقة !

أخر مرة قد وضع شئ في فمي كان في الصف السابع حينما كنت مصاباً بالتسوس , سحقاً!من حينها و أنا أستخدم فرشاة اسناني ثلاث مرات يومياً بعد كل وجبة افطار , غداء أم عشاء كان بينهما فترات امضغ فيها العلكة الطبية كل هذا كي لا أعيد هذه التجربة من جديد , و يا لسخرية القدر انظر إلي وضعي هذا !

و قد بات محاولاتي بالفشل!

أغمض عيني للحظة و هذا ما يحدث !

عدا أني متأكدا بوجود هانيكاوا علي الناحية الأخر من هذا الحائط الهزيل تختار ممثلين من أجل المهرجان الثقافي فلحسبت ردهة المدرسة هذه كجزء سيريالي من فضاء سرمدي لا ينتهي .

هانيكاوا ...

اسم عائلة سينغوجاهارا قد يجعلها تبدو كمصدر للمخاطر من الوهلة الأولي ! يا له من حياة اختارتها لتفي بمعني اسمها !

لقد كان حكم هانيكاوا علي الشخصيات اسوا مما تصورت !

"و الأن بعدما سألت هانيكاوا عما كنت عليه في المرحلة الأعدادية ! ماذا بعد ؟ معلمتنا هوشينا ؟ أم أتريد أن تتوقف عن هذه الألعاب و تذهب للممرضة هاروكامي ؟"

"....."

لا يسعني الكلام !

و لكن ها هي تتنهد " كم أنا حمقاء , أحاول مرتين أن آخذ حذري حينما اصعد الدرج, و لكن إلي أين اوصلني هذا ؟ يبدو أنهم لم يكونوا بمازحين حينما قالوا أن ضرطة قد تمحي ما فعله واعظ بـ100 يوم من الخطب!" 1*

"......."

علي الرغم من كوني في مأزق ! إلا ان سماع فتاة حسناء في ربوع شبابها تتفوه بكلمة كـ"ضرطة" بدا لي كأمر خاطئ! يبدو أنه علي الرغم من كل ما يحدث أني فتى مهذب !

" قشرة موز علي الأرضية , من كان ليتخيل هذا ؟!"

" ..........."

حياتي بين يدي فتاة وقعت من قشرة موز .

مهلاً , لماذا كان هناك قشرة موز علي درج المدرسة من الأساس!
            " لقد لاحظت بالفعل ! أليس كذلك ؟" سألتني سينغوجاهارا .

لازالت عيناها حادتان !

أميرة مدللة ؟ هيهات قالت !

" بالفعل !—أنا لا وزن لي !"

لا وزن لها !

"حسناً , الأمر ليس و كأني لا أزن شيئاً علي الاطلاق , ففتاة مثلي في الحجم و الطول ,قد يكون وزنها في الأربعينيات و ما أعلي بالكيلوجرامات ـــــــ"

إذاً خمسون كيلوجراماً.

فجأة وجنتي اليسري قد دُفعت للخارج بينما ضٌغط علي وجنتي اليمني .

"....جه!"

" لنضع الأفكار القذرة جانباً , لقد كنت تتخيلني عارية لتوك ؟"

لقد كانت بعيدة كل البُعد عن الصحة , و لكنها و الحق يُقال فطنة .

" متوسط وزن في الأرعين كيلوجراماً" اصرت سينغوجاهارا.

يبدو أنها لن تغير قولها .

" و لكن وزني الحقيقي هو الخمس كيلوجرامات !"

خمس كيلوجرامات !

ليس بالبعيد عن طفل حديث الولادة.

إن قارنت الأمر بأثقال تدريب فهو ثقل لا يقرب للصفر و لكن باعتبار توزيع الوزن علي حجم فتاة بالغة , فمن منظور الكثافة فهذه الفتاة كما لو أن لا وزن لها !

الامساك بها ليس بالأمر العسير .

"و الأن فالخمس كيلوجرامات هي محض قراءة علي المقياس و لكن في الحقيقة أنا لا أشعر باي اختلاف عن ايام كوني في اعلي الاربعينيات "

آيعني هذا ...

ان الجاذبية لم تعد تؤثر عليها كما كانت ؟ ليس الكتلة فحسب بل الحجم كذلك – إن تذكرت جيدا فالوزن النوعي الخاص بالماء يساوي الـ 1, و حيث أن جسد الانسان يتكون معظمه من الماء فلذلك كثافته و وزنه النوعي يقاربان الواحد و لكن في حالة سينغوجاهارا فهي باتت عُشر هذه الأرقام .*2

إن كانت هذه هي كثافة وزنها فلن يمر الكثير من الوقت حتي تٌصاب بهشاشة العظام و حينها لن يعود قلبها وعقلها قادران علي العمل كما اعتادا .

و لكن الامر ليس بهذه السهولة .

فالمسألة ليست مجرد أرقام .

" أعرف عما تفكر " قالتها .

"..."

"أن تحدق بصدري هكذا , يا للقرف ."

"....كك!"

لم أفكر بأي شئ , أقسم !
يبدو أن سينغوجاهارا فتاة خجولة واعية لم حولها و من يستطيع أن يلومها و هي بهذا الجمال ؟ آمل أن تعي ممثلة الصف المجاورة لهذا الحائظ بما يحدث !

"لهذا لا اتحمل الأشخاص السطحيين !"

أن اوضح سوء التفاهم بات من المستحيلات _و علي أي حال ما كنت افكر فيه يبعد كل البعد عن كونها مريضة , فهي حبيسة جسد قد خان كل المفاهيم , جسد ذا خمس كيلوجرامات وجب أن يجعلها مريضة و أكثر من ضعيفة و لكن ليس هنا .علي النقيض و إن سُمح لي القول فهي تبدو كالفضائي الذي جاء لكوكبنا من نجم ذا جاذبية عشر أضعاف ما نحن عليه . لك أن تتخيلها كرياضية نشيطة خاصة لكونها في فريق العدو و بالطبع الالتحامات ليسا بموضع قوة لها ....

" لقد حدث حينما تخرجت من المرحلة المتوسطة و قبيل أن آتي إلي هنا " قالت سينغوجاهارا " خلال تلك الفترة الضبابية التي لا تكون فيها طالب مدرسة متوسطة و لا ثانوية أو حتي في عطلة الربيع – أن تحولت لهذا "

"........"

"لقد حدث حينها – حينما قابلت سلطعوناً"

سـ-سلطعوناً؟

أقالت سلطعوناً لتوها ؟

سلطعون كمثل الذي يؤكل في الشتاء ؟

ذلك المصنف من المفصليات تحت عائلة القشريات عشارية الأرجل ؟

"لقد أخذ كل وزني – كل شئ"

"......."

"لا بأس , لا داع لك أن تفهم كل هذا , أنا فقط أخبرك لأنه من المزعج أن اتركك تتشمم الأخبار من حولي ,آراراجي- انصت , كيومي آراراجي ."

تفوهت سينغوجاهارا باسمي و كررته .

" أنا لا أون شيئاً – لا حتي القليل الذي قد يصبو ليسمى بالوزن , يا للسخرية , كما لو أنني شخصية رئيسية في مانجا للخوارق , أتعرف توسكي تاكاهاشي ؟"*3

"..."

"الوحيد بمدرستنا من يعرف عن هذا الأمر هو مدرس التربية الصحية خاصتنا , هاروكامي, معلم التربية الصحية فحسب حتي الان , لا ناظر المدرسة يوشيكي , و لا نائبه شيما , و لا حتي آيرينيكا المسؤولة عن طلاب عامنا الدراسي , و لا حتي معلمنا الأساسي  هوشينا , فقط معلم التربية الرياضية هاروكامي –و أنت , آراراجي."

"......."

"إذاً , ماذا يجب علي أن أفعل لأبقي سري الصغير لنفسي ؟ ماذا علي أن أفعل لأجلي ؟ أي شئ هذا الذي سنخوضه لكي أجرح و أغلق فيك بالكباسة للأبد ؟"
قاطعة ورق.

دباسة .

آجنت هي ؟ يا لها من طريقة لكي تحاصر زميلك في الدراسة ,ألأزالت تدعو نفسها بالبشرية ؟ أن أدرك أني كنت أجلس في نفس الحجرة مع نفس هذه المجنونة طوال عامين لهو أمر يرسل القشعريرة في جسدي .

" لقد قال الطبيب بالمشفي أن السبب مجهول – بالاحري أن لا سبب لهذا المرض , يا لها من اتسنتاج اخرق يصل إليه بعد العبث في جسد شخص أخر بطرق مخزية ,أتعلم ماذا قال ؟ " أن الوضع الأن كما كان عليه سابقا لا جديد " يا للتفاهة " قالت سينغوجاهارا مستهزئة "حتي المدرسة المتوسطة , لم أكن إلا فتاة طبيعية ظريفة ."

            "................"

عدا عن وصفها نفسها بالفتاة الظريفة .

حقيقة هي زياراتها الكثيرة للمشفي.

الوصول متأخرة و الرحيل باكرة و أحياناً عدم الحضور .

و – طبيب التربية الصحية .

حاولت وضع نفسي في مكانها .

علي نقيضي , من اضطر علي التعامل مع ما حصل معه طيلة اسبوعين في عطلة الربيع , طيلة المرحلة الثنوية , لقد كانت علي هذه الحال.

أي شئ ارغمت نفسها علي فعله ؟

عما اضطرت أن تتخلي ؟

لقد كان لها الكثير من الوقت كي تتخلي و تترك .

 

 

1: جملة ضرطة

2: الكثافة هي حاصل قسمة الكتلة علي الحجم بينما الوزن النوعي هو حاصل قسمة كثافة الجسد علي كثافة الماء .

3: يوسكي تاكاهاشي :مؤلف مانجات رعب و خوارق طبيعية مثل Mononoke-zoushi ....Hebi Onna Hajimemashita.....Kizutsukiyasui Seishun

 



 




السابق                                                             المحتويات                                                     التالي

ليست هناك تعليقات