الفصل الأول (1) : قرية بتلات الكرز المتساقطة

منزل يحترق بشدة ...


تحت الحطام و الرماد لم يتبقي إلا الجثث الهامدة..


والدته التي دائماً ما كانت مخيفة تقوم الأن بالتربيت علي رأسه بينما هو يشعر بالخوف و يرتعد...


" لابأس يوتو فوالدك و والدتك سيحموك بالتأكيد "


بينما هو في حضن أمه الدافئ رأي أبوه يحمل قضيباً في مثل حجمه ليتصدي لنصال الريح التي يطلقها العدو في حين يتلاعب بالماء لكي يخمد النيران.

لكنه لن يستطيع أن يوقف أعداد العدو الغفيرة بمفرده , عندما رأت الأم هذا و قبل ان يستوعب يوتو ...

وجدها تحمل سيفاً أحمراً لامعاً و درع ..

" يوتو , اهرب , اهرب بعيداً إلي أقصي ما توصلك إليه قدماك , و أبداً أبداً لا تنظر خلفك ؟  هذا هو وعدك....الأخير مع أمك...و الأن إذهب! "


بعدما قالت ما قالته توجهت الأم نحو الاب رافعة درعها عالياً.

لقد جري بكل ما أوتي من قوة ..

لكنه نقض وعده و نظر إلي الخلف...

لا يمكن له أن ينسي المشهد الذي رآه...


جماعة مسلحة يهاجمون أباه و أمه , برماحهم و سيوفهم و هراواتهم يهاجمونهم و في تلك اللحظة رأي بينهم واحد يحمل علماً...


" أبي !  أمي ! "

قفز يوتو فجأة , لكن المشهد السابق لم يعد موجوداً بل اُستبدل بنيران المخيم و حقيبته..


" مجدداً ! تباً ...لقد بدأت أسئم من هذا الحال "


بعدما تمتم يوتو تناول زجاجة مياه من حقيبته و سكب الماء في فمه ليمضمض بعدها ثم يبصق ما في فمه من ماء , لم تكن الشمس قد علت السماء حتي الأن ..

لقد كان متجهاً إلي رانا...


لقد استمر يوتو علي طريقه نحو رانا , لقد ظل يسير و يسير علي هذا الطريق الذي لا تُعرف نهايته , و أثناء سيره  قابل علي الطريق التجار يسحبون خلفهم حمالهم و المسافرين أيضاً.


بعدما سار لفترة لاحظ يوتو بعض الجنود المسلحين علي صهوة أحصنتهم يسيرون محدثين الضجيج..

الفرسان الملكيين

لقد كانوا عصبة من الجنود تحت  آمرة الملك مباشرةً

لربما كان في خضم تدريباتهم ..لقد قرر يوتو مراقبتهم لفترة...


و ريثما كان يراقبهم مرت بتلة وردية اللون بهدوء و سكينة من أمامه , ما هذا ؟ لينظر بعدها إلي المكان الذي جاءت منه البتلة , إلي طريق رانا..

"أوووووووه..."

و هناك رأي يوتو مشهداً لم يره من قبل قط , علي طريق رانا إصطف أشجاراً ذات أزهار متفتحة تشبه بتلاتها البتلة التي مرت من يوتو تواً.


و بمجرد أن داعبت الرياح الأغصان , أخذت العديد من البتلات في التراقص في الهواء صانعة مشهداً خيالياً ..


" هذا...أجل , إنه أمر رائع "


أومأ يوتو بعدها , فالأمر كما قال أشيداكا , هذا المشهد سيظل محفوراً في ذكرياته إلي الأبد " مشهد للعين الباكية" هو أنسب طريقة لوصفه .

إذ فقط اتبع هذا الطريق الذي تحرسه الأشجار ذات الزهور الورردية سيصل بالتأكيدد إلي رانا.

بعدما تأكد يوتو من الأمر تابع سيره و آمال كثيرة ترفرف في قلبه...

بعدما عبر طريق الزهور الوردية وجد بوابة كبيرة مفتوحة.

الهرج و المرج الذي سمعه و رآه من هناك يختلف عن ذاك الذي في حانات قرية ساكس , أشخاص وضعوا الأعشاب علي عربات تجرها ثيران و أخرين يحملون الحصاد في سلال علي ظهورهم , رجال و ناء كلهم يرتدون ملابس لم يرها من قبل ...



" إذاً هذه هي قرية رانا , إنها أكثر إزدهاراً مما توقعت "


بقلب متحمس أراد يوتو عبور بوابة القرية

" تمهل أيها الغر "

لقد أُوقف و علي ما يبدو هو حارس البوابة الذي أشهر رمحه في وجه يوتو ثم حدق فيه بعيون شرسة


" أيها اللعين أنت لست من أهل القرية ؟ ما الذي تفعله هنا ؟ "


لقد سأل الحارس يوتو بصوت منخفض تملؤه العداوة في حين أجابه يوتو و هو ينظر إليه في عينيه

" لقد أن بهذه القرية يوجد نقابة لهذا جئت لكي أقوم ببعض المهام .."


بعدما استمع الحارس إلي يوتو بدا كأنه يفكر في شئ لوهلة ثم تبادل النظرات مع الحارسين المتمركزين بجوار البوابة


احدهم قد حمل هراوة كبيرة و الأخر أخذ يكور قبضتيه ليحاصر الثلاثة يوتو

" أيها الغر إن هذه القرية يحكمها آل زينجي "

"هذه المشاكل التي تتحدث عنها سنتعامل معها نحن ...لا حاجة لاحد اخر هنا "


" غريب مثلك يتحدث عن النقابات ؟ لا بد و أنك مرتزق إستأجرته المملكة لكي يتحري عنا ؟ "


حاصر الثلاثة يوتو و نية القتل لديهم تدل علي أنهم علي وشك الانقضاض عليه

" هاه ؟ مهلا ً أنتم مخطأون . لقد جئت إلي هنا لكي....."

لقد حاول يوتو بجهد أن يوضح سوء الفهم هنا إلي أن لاحظ شيئاً ......المملكة تتحري عنهم

لقد جذب هذا الأمر إنتباهه , لماذا ستهتم المملكة بشئون هذه القرية الداخلية


" مهلاً يا جماعة !! المملكة تتحري أمركم !! أي شئ تقولونه هذا ؟ أنا ليس لي دخل بكل ما تقولون ..."


" فلتصمت !! نحن لن نسلم قريتنا إلي المملكة !! و خاصة الصعاليك مثلك فلتتهيأ أيها القذر لتلقي حتفك "

ثم أسرع الرجل الصارخ نحو يوتو بقوة .




____________________________________________


السابق                                                    

الفهرس

التالي

ليست هناك تعليقات