الفصل الأول :قصة المرتزقة (4) الوجبة المتأخرة و فنون القتال الغريبة ( الجزء الأول )




" يجب أن أهرب .....إن لم أهرب....سأُقتل "


أخذ الصبي الصغير يندفع إلي الأمام , يتقدم و يتقدم بينما كان يدفع الأعشاب الضارة التي كانت تعيقه بعيداً , أصوات اللهب الذي يأكل كل شئ قادماً من خلفه...

هي طقطقة...

تزيد من توتره...


قبل ان يعي الأمر وجد نفسه مستلقياً في حقل قمح متفحم....

و دون أن يمر الكثير من الوقت اخذت السماء تسود و قطرات المطر الغزيرة في الانهمار...

لقد اُجبر أن يدرك أنه علي قيد الحياة بسبب قطرات المطر التي أخذت ترتطم بالخدوش و الجراح التي ملأت جسده....



" اريد أن اموت "


الكلمات التي هربت من شفتيه أختفت في لحظتها بين أصوات المطر المنهمر...

لقد اغلق عينيه ببطء.... لقد كان يفكر في أن يظل مستلقياً علي الارض ليصير طعاماً للوحوش...


إصطدام!


ثم سمع بعدها صوت شئ يسقط بجواره......

فقط لأانه كان يظن أنه صوت خطوات وحش ما....

فتح عينيه....

ما كان يحدق في الفتي هو رجل ضخم الجثة بسيف في يده و بجوار الفتي كان هناك كاتانا مغروسة في الأرض...

و بينما كانا يحدقان في بعضهما البعض قال الرجل...


" عش ....عش بقوتك أنت "

و بعدما أدار الرجل ظهره للفتي و سار بعيداً ..زأخذ الفتي الكاتانا و أستخدمها كعصي يتكأ عليها أثناء السير ....

وقف الفتي و هو يحتمل الألم الذي ينتشر في جسده و بدون أن ينظر نحو الرماد الذي كان يوماً بلدته....

سار وراء الرجل...


*******


استيقظ يوتو في ليلة ذات قمر ساطع  يسقط يلامس فيها النسيم البارد جسده فيساعده علي التخلص من اثر النعاس.


لا زالت نار المخيم مشتعلة لهذا أضاف إليها يوتو المزيد من الحطب ...


".........."


ذلك الحلم الذي راوده تواً جعله يتساءل ...

" هل أنا علي ...قيد الحياة ؟  "

لقد تساءل يوتو بينما كان يحدق في النار المشتعلة , من ذلك اليوم لازال يظن أنه قد مات حقاً..

لقد يوتو ليفرد عضلانه بعدما شعر بأطرافه متيبسة ثم رأي من بعيد قرية لانا ليدرك أين هو الأن ...


في ذلك اليوم الذي قابل فيه أوجيكي كيوسوي ....تلقي يوتو مهمة...

" سارق خامات ؟ "


" بالفعل و حيث أنه لص مثير للشفقة لذا المهمة ببساطة هي أن تعمل كحارس "


ثم بعدها أخرج العجوز صخرة في حجم كف اليد سوداء اللون ذات لمعان ضعيف ثم مررها ليوتو .. لقد كان يوتو قادراً علي أن يدرك ان هذه ليست مجرد صخرة أُلتقطت من علي الأرض...



" هذا ....أي خام هذا ؟ ! "



"  حديد و فوق هذا أنه لم يستخرج من منجم عادي .."


" بمعني ..."



رداً علي سؤال يوتو أمسك أوجيكي غليونه ثم أخذ منه بعض الأنفاس بينما كان يتفكر في شئ ما ثم تحدث محطماً الصمت و قال 


"  خام الحديد الذي يستخرج من هنا ليس أي حديد ... بل هو حديد نقي و يدعي بحديد لانا  و يُباع بكميات ضخمة ..."


" حديد نقي...بالفعل هذا أكثر قيمة ن أي حديد أخر "


في الوضع العادي ....ستجد خام الحديد و هو يحتوي علي الشوائب فيه و غذ كنت تريد استخدام الحديد فعليك أن تتخلص من الشوائب...


لكن حديد نقي بل حديد لانا به قمية قليلة من الشوائب ...


أقل بثلاث إلي أربع مرات من الحديد العادي..


" لذا من الطبيعي أن يتم استهدافه ...علي أي حال المهمة هي ... "



" هذا صحيح ...المهمة هي ...."



" حراسة المناجم في الليل...علي أي حال أنا متفرغ و لكن ...."


تحدث يوتو و هو يتثاءب , ومن مناجم لانا يمكن ليوتو رؤية قرية لانا و قد خيم الظلام عليها ...


الشئ الوحيدد الذي يفعله يوتو الان هو التحديق نحو اللهب المتراق الذي ألقي بنوره علي ما حوله ثم تذكر شيئاً مهماً...



" بعد التفكير ملياً....أنا لم أكل شيئاً منذ وقت الظهيرة...."



لقد تمتم يوتو في حين أدرك أن الحل الذي يمنع معدته من الزئير هو اكل وجبة خفيفة ... و في اللحظة التي امتدت فيها يده وصولاً إلي الطعام المحفوظ في حقيبته...

" مرحباً أيها الفتي "


فجأة قد جاءه صوت من مكان ما جعل يد يوتو الممتدة نحو الحقيبة تتوقف لتلتط الكاتانا التي كانت بجواره عوضاً عن طعام حقيبته ثم قفز إلي الخلف صانعاً مسافة بينه و بين الصوت 



" اهدأ أيها الفتي .....لقد أحضرت لك الطعام فحسب ..."


واقفاً بعيد عن الفتي كان كيوسوي ممسكاً بحزمة ملفوفة بالورق.....



ليست هناك تعليقات